فصل الخريف،
موسمٍ جديد، هو فصل الحياة، لكن بصورةٍ أخرى؛ ففيه تنفض الأشجار أثوابها القديمة، لتتهيّأ لارتداء أثوابٍ زاهية، يانعة، وجديدة، ورغم أنّ معظم الناس يربطون فصل الخريف بالكآبة والحزن إلّا أنّه في الحقيقة هو فصل الجمال المتفرد، وكأن الأرض تستريح فيه من جميع أعبائها، فيهدأ صخبها، بعد أن تخرج من زحمة الفصول الأخرى، من مطر الشتاء ورياحه وبرودته القاسية، ومن فصل الربيع ومزاجيته وتزاحم زهوره وأوراقه، ومن لسع حرارة الصيف، وزحمة قطف الثمار، ليأتي فصل الخريف الوادع الهادئ الجميل، الذي ليس فيه بردٌ لاسع، ولا حرارة لا تُطاق، بل فيه جوٌ لا يليق إلا به. وفي الخريف، ترتدي أوراق الأشجار ذلك الثوب المتدرّج بين الأحمر والأصفر والشاحب، وكأنها تتوحد مع ألوان الغروب، لتشكل لوحةً ربانيةً مذهلة ورائعةً، تنعكس فيه الأضواء، خصوصاً أن شمس الخريف شمسٌ خجولة، لا يمكن أن تلسعك بحرّها الشديد، ولا تسمح للغيمات أن تحجبها عنك بشكلٍ تام، بل إنّ الخريف يعري كل هذا لتظهر أغصان الأشجار على فطرتها وكأنّها تعيد تشكيل الحياة من جديد.











.jpg)








